العمر : 35 المشاركات : 148 النقاط : 443 الاقامه : فــ الدنيا الانتساب : 24/08/2009
موضوع: دورة في علم مصطلح الحديث للمبتدئين . الإثنين أغسطس 24, 2009 7:59 am
عمرك قرأت في كتاب ، فوجدت : وهذا حديث ضعيف ، أو منكر ، أو غريب ؟ أو وجدت : رجاله ثقات ، أو فيه إرسال ، أو تفرد به فلان ؟ أو وجدت : حديث متواتر أو حديث الآحاد أو سند أو متن ؟
بالتأكيد مررت ببعض هذه الكلمات أو كلها ربما فهمتها أو لم تفهمها هل تريد أن تفهمها ؟ هذا ما يسمى بعلم مصطلح الحديث
وهنا - إن شاء الله تعالى - سوف نقدم دورة مبسطة في علم مصطلح الحديث للمبتدئين ، لما لهذا العلم من أثر كبير في الانتفاع بالأحاديث على الوجه الأمثل ، والأخذ بصحيحها والحذر من موضوعها
الدورة مستقاة من شرائط الشيخ طارق عوض في شرح علم مصطلح الحديث للمبتدئين
بسم الله نبدأ إن شاء الله تعالى يتبع
لكي ندرس هذا العلم ينبغي أن نكون على تفهم وتطور ودراية ببعض القضايا الكلية المتعلقة بهذا العلم :
المسألة الأولى : في المصطلح ومعناه :
المصطلح : يعني اتفاق طائفة ما على شئ ما ، فكل طائفة اتفقت على أمر من الأمور فقد اصطلحت عليه
مثال : إذا اتفق أهل منطقة ما على تسمية شئ معين باسم معين ، يقال : اصطلحوا على تسميته كذا
"لا مشاحة في الاصطلاح" :
لا ينبغي لأحد أن يعيب على أحد اصطلاحه لشئ ما ، فالاصطلاح يختلف بطبيعة الحال في ظروف عدة :
1- فقد تتعدد الأسماء لشئ واحد ، ولكن المسمى يبقى واحدا
2- قد يختلف معنى الاصطلاح من علم لآخر
مثال : مصطلح ما قد يراد به في علم الحديث معنى ، غير المعنى الذي يراد به في علم النحو ، غير المعنى الذي يراد به في علم البلاغة .. الخ
3- وقد يختلف معنى اللفظ الواحد في العلم الواحد :
مثال : مصطلح "الثقة" :
قد يعني أن الشخص الذي نطلق عليه لفظ "الثقة" يتميز بشرطين : الشرط الأول : أنه عدل بين لا يتعامل كذبا على رسول الله ولا على غيره من الناس الشرط الثاني : أنه ضابط متقن متثبت لما يرويه
وهذا ليس المعنى الوحيد للفظ الثقة ، فقد يطلقون معنى الثقة ويريدون به معنى العدالة فحسب : أي عدم تعمد الكذب ، وإن لم يكن من أهل الضبط والإتقان
ومن العلماء المتأخرين من استعمل لفظ الثقة : على من صح حضوره وسماعه لمجلس السماع ، وإن لم يكن ممن تحقق فيه شرطا العدالة والضبط
وعليك أن تكون عارفا لهذه المعاني كلها حتى تستطيع أن تميز كلام أهل العلم
4- وقد يكون هذا الاختلاف راجعا لاختلاف الأئمة نفسها ، واختلاف مقصدهم من وراء الاصطلاح الواحد
5- وقد يكون اختلافا راجعا لاختلاف الزمان أو المكان ، فأهل زمن ما يستخدمون مصطلح ما بمعنى غير الذي يستخدمه به أهل زمان آخر ، وكذلك في البلاد
وكل هذا يدعو إلى معرفة المعاني المختلفة للمصطلح الواحد باختلاف قائليه أو أزمنته أو قائليه حتى لا يسئ فهم كلام أهل العلم
مثال : فليس من المنطقي أن نفهم معنى الثقة على أنه يعني العدالة والضبط إذا ما أطلقه إمام على أنه يعني الضبط وحده ، فهذا يؤدي إلى سوء الفهم
"لكل علم ألفاظه" :
لا يعني اختلاف الألفاظ من علم لآخر ، وإنما يعني اختلاف المعاني لهذه الألفاظ
إن شاء الله تعالى يتبع
إن شاء الله تعالى سوف أحاول أن أزيد بعض الشرح (بالأحمر بين القوسين) لمزيد من التوضيح ، فاعذروني فيه
المسألة الثالثة : سبل تفسير المصطلح
سؤال يتبادر إلى الذهن بعد معرفة مسألة اختلاف معاني المصطلح : كيف نفسره ؟ وكيف نعرف مقصد الإمام منه ؟ وهو سؤال سألته أختنا في بداية الصفحة
نقول : ييعرف علماء الحديث المعنى الذي يقصده الإمام من وراء المصطلح بطريقتين :
1- التتبع والاستقراء :
الأئمة الكبار ينظرون في مواضع استعمال هذا المصطلح في كتب القول ، ويحاولون أن يتفهموا معانيها سواء:
- بالسياق الذي قيلت فيه ( يعني يفهموا المعنى المقصود من سياق الكلام )
- أو بعرض كلام الإمام على كلامه الآخر ، فيتبين بتفصيله في الموضع الأول ما أجمله في الموضع الثاني مثلا ( يعني الإمام قال المصطلح وحده في مكان ما ، لكنه قال نفس المصطلح مصحوبا بشرح معناه في مكان آخر مثلا ، فبالمقارنة يتضح الأمر )
- أو بمقارنة كلام الإمام بكلام غيره من الأئمة في الموضوع الواحد في الحديث الواحد ، فيستطيعون أن يفهموا مراده من هذا المصطلح في هذا الموضع ( يعني عدد من الأئمة تحدثوا في حديث واحد ، بعضهم فصل في الشرح وبعضهم أوجز مثلا ، فبالمقارنة يمكن فهم كلام الذين أوجزوا )
ثم يجمعون هذه المادة الوفيرة من كلام الأئمة الكثيرة ، ويستطيعون أن يستخلصوا منها قولا عاما أو معنى عاما يفهمون منه مراد هؤلاء العلماء من هذه المصطلحات
ملا حظة هامة : وهذا الاستقراء والتتبع لأهل الاختصاص خاصة ، فكلما كان عالما به كلما كان أعلم بمعاني مصطلحاته ، لذلك علينا أن نرجع إلى أهل الاختصاص منه ، فلا يأخذ من غير المختصين كما لا يصح أن يأخذ علم النحو من غير المتخصص مثلا ، فيجب أن يعود إلى أهل الاختصاص
الإمام أحمد بن حنبل ، سئل في غريب الحديث ( أي الحديث ذي الألفاظ قليلة الاستعمال) فقال : سلوا أصحاب الغريب ، فإني أكره أن أقول في حديث رسول الله بالظن فهو على إمامته في الحديث آثر أن يرسل سائله لأهل الاختصاص
2- وهناك سبيل أخرى :
أن ينص الإمام على المعنى الذي يقصده هو من المصطلح ، وهذا موجود بكثرة :
نص الإمام الترمذي في كتاب العلل ، في المتعلق بالحديث الحسن ، بين المعنى الذي أراده من الحديث الحسن :
أنه يريد بالحسن أن لا يكون في إسناده ما يتهم بالكذب ، ولا يكون حديثا شاذا، ويروى من غير وجه، ونحو ذلك
.نص هو في آخر الجامع على المعنى الذي أراده
وهذه السبيل مرجع أساسي في فهم المصطلح عند الأئمة ( يعني عند قراءة كلام الإمام وفهمه ، فلا بد أن يكون ذلك داخل الإطار الذي وضعه الإمام نفسه لما شرح المعنى الذي يقصده من المصطلح )