موضوع: مقاهي الحسين تتحدى إنفلونزا الخنازير الإثنين سبتمبر 07, 2009 1:55 pm
زحام يزداد مع رمضان
مقاهي الحسين تتحدى إنفلونزا الخنازير
مع شهر رمضان المبارك، ازدحمت منطقة "الحسين" بالقاهرة، وزاد رواد مقاهيها الشهيرة بالمصريين والعرب والأجانب، مستمتعين بالأجواء الرمضانية، ومتحدين فيروس H1N1 المعروف بـ"إنفلونزا الخنازير" رغم التحذير من التجمعات والزحام. رواد مقاهي الحسين قالوا: إن الجو الروحاني الموجود في هذا المكان يجعل من الصحبة وتجمع الأصدقاء والأقارب بعد الإفطار وحتى السحور مذاقا آخر يصعب الاستغناء عنه، ولا يمكن تعويضه في مجمع تجاري (مول) أو أي مكان آخر.
زحام حتى الفجر [/size]
أحمد عبد العظيم - مهندس كمبيوتر ومن رواد مقاهي الحسين – قال إنه يأتي من الإسماعيلية لكي يجلس على مقاهي الحسين، فكل زيارته إلى القاهرة لابد وأن ترتبط بزيارة هذا المكان العبقري – على حد وصفه - والاستمتاع بالجو القديم وببساطة المكان الذي لا مثيل له. وأضاف أن التحذير من إنفلونزا الخنازير لم تؤثر على هذا المكان "والدليل على ذلك الزحام حيث لا يوجد مكان للجلوس"، مشيرا إلى أنه يحاول أن يقي نفسه من هذا الوباء لكن لابد من زيارة منطقة الحسين والاستمتاع بروحانيات هذا المكان، وقال "إحنا شعب مصر يعني سيبها على الله".
حسام عبد العظيم - يعمل في السياحة – قال إن أصناف الطعام من "الكشري" إلى "الكباب" و"الحمام" والمشويات وحتى الحلويات من الفطائر و"الأرز باللبن"، بالإضافة إلى الجو الممتع والصحبة، كلها مجتمعة في الحسين فقط. وأكد أن منطقة الحسين السياحية لم تتأثر بسبب إنفلونزا الخنازير، "لأن المصريين لا يهمهم شيء.. والناس فرحانة باللمة وسط هذا الجو الروحاني.. وبعد الإفطار يوميا في رمضان تزدحم مقاهي الحسين وخان الخليلي جدا". محمد عبد الخالق - رجل أعمال مصري يعيش في باريس - قال إن زوجته تعشق هذا المكان، وتحب التسوق في خان الخليلي، مشيرا إلى استمتاعه وزوجته بالروحانيات العالية جدا في هذه المنطقة، مضيفا أنه منذ 17 عاما لا يقضي رمضان في مصر، لكنه كلما جاء إلى القاهرة يحرص على زيارة الحسين والجلوس على مقاهيه. وقال إن مسألة إنفلونزا الخنازير لا تؤثر على نسبة ارتياد هذه المنطقة السياحية، لأن الشعب المصري لا يهتم بذلك، بالإضافة إلى هرب الناس من حرارة الجو ومن ضغوط الحياة والأعباء ورغبتهم في الخروج والتنزه. د. عبد العزيز – طبيب أسنان سعودي كان وأسرته على أحد مقاهي الحسين – يرى أن إنفلونزا الخنازير هي إنفلونزا عادية وتم تضخيم المسألة كثيرا، مشيرا إلى أن معدل الوفيات التي سببها هذا الوباء تفوقها تلك الناجمة عن الإنفلونزا العادية. ووصف منطقة الحسين بالمكان الجميل الذي يتمتع بجو روحاني عال جدا، فضلا عما يشهده من تجمعات للناس من مختلف الجنسيات، مؤكدا أن "هذا الشيء شرف لمصر". د. ريم - طبيبة أسنان سعودية - قالت إن الجو جميل بالحسين طوال اليوم وتأثيره جاذب لأي أحد، خاصة أنه لا يخلو من الناس من وقت الظهر وحتى فجر، وقالت "نحن من قاطني الرياض محرومون من هذا الجو الذي يتمتع بطعم خاص". ألاء - طالبة سعودية – قالت إن "الناس هنا بشوشة وطيبة والحياة حلوة في هذا المكان رغم الزحام الشديد"، معربة عن رغبتها في الزواج والعيش بالقاهرة. وأضافت أن هذا التجمع لا يفرقه إنفلونزا الخنازير ولا غيره لأن الجو بالحسين "أحلي من أي شيء". علاء عبد المنعم - محاسب – أعرب عن قلقه من الإنفلونزا، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يستطيع أن يقضي رمضان بعيدا عن جو الحسين، مشيرا ألى أنه فكر أن يضع كمامة لكنه خجل منها. وقال إن الزحام في منطقة الحسين وعلى مقاهيها مثل كل رمضان، وذلك –حسب رأيه – لأن المصريين شعب متدين لا يتأثر بأي شيء مهما كان و"يتركها على الله"، مضيفا أنه قلق على ابنته مع بدء الدراسة واكتظاظ الفصول الدراسية. توافد السائحين
محمد عبد العاطي – محامي – قال إن التجوال حول مسجد الحسين وخان الخليلي والجلوس على مقاهي المنطقة لم يتأثر رغم الإعلان عن حالات وفاة بإنفلونزا الخنازير في مصر، فالحياة طبيعية والزحام بالحسين كما هو في رمضان من كل عام، مشيرا إلى أنه يحرص على وجوده بالمكان بعد الإفطار، محاولا في الوقت نفسه تجنب أي شخص تبدو عليه أعراض الإنفلونزا. لكنه أعرب عن قلقه من انتشار الوباء، وقال إنه يحاول تجنب التجمعات، لكن بحكم عمله يضطر للالتحام بالناس في وسائل المواصلات، مضيفا أنه "حتى الآن لا يوجد حل وقائي يحمينا من هذا الوباء، ورغما عنا نحتك ببعض، خاصة وأن شوارع القاهرة دائما مزدحمة". سامح عبد الرحمن - أخصائي شئون عاملين – قال "أنا مثل باقي الناس أحب الخروج والتجمعات خاصة في رمضان، وسآتي وأصدقائي كل يوم إلى الحسين لأن هذا المكان في رمضان يتمتع بجو جميل وروحانيات عالية، والناس كثيرة فهو مكان شعبي وسياحي ويحمل مظاهر الفرحة بشهر رمضان". وأضاف منطقة الحسين والمقاهي الموجودة بها لم تتأثر بإنفلونزا الخنازير والزحام المستمر طوال رمضان خير دليل على ذلك. محمد عبد العزيز - يعمل بأحد محلات خان الخليلي - قال إن مظاهر رمضان في الحسين لم يطرأ عليها أي تغيير هذا العام ولم تؤثر فيها إنفلونزا الخنازير، مؤكدا أن مطاعم ومحلات ومقاهي الحسين تحظى بإقبال شديد ومستمر على مدار اليوم وحتى الفجر، لأن الناس ينتظرون الشهر الكريم للتجمع بالمنطقة وجوها الروحاني. وأشار إلى عدم تأثر حركة السياحة التي تشهدها منطقة الحسين، حيث يتوافد إليها الناس بجنسيات مختلفة، مضيفا أن "الحماية من عند الله، فمصر مزدحمة كلها سواء في المواصلات أو المساجد أو الشوارع". علي أبوزيد - مدير مركز صيانة السيارات بالكويت – قال إن بالحسين جو شعبي وتاريخي وروحاني ممتع يفتقده في الكويت، مضيفا "إذا كانت منطقة الحسين بها كل هذا الجمال طوال العام، فما بالك في رمضان؟!". لكنه شكى من إهمال بعض المطاعم ومحلات الجزارة بالمنطقة، مطالبا بتشديد الرقابة وتكثيف حملات التوعية في الحسين حيث التجمعات والمقاهي المزدحمة لحماية الناس من انتشار فيروس H1N1. __________________ إذا اردت شيئا بشدة فأطلق سراحة فإن عاد أليك فهو ملك لك الى الأبد وإن لم يعد فأنه لم يكن لك من البداية